صديقي “يعقوب” انفصل عن حبيبته ..
لم يستطع تحمل ضغط الحياة وضغط حبها له ..
قرر أن يتخلص من ضغط ذلك الحب الذي جعل من ضغط الحياة محتملاً ..
مسكين ..
فهو لا يدرك بعد تلك الحقيقة ..
لا يدرك أنه أن تخلص من حبها ستفرغ الحياة وفجأة سيكون مشغولاً بفراغه ..
سيكون وحيداً ..
فقد ارتكب خطأ صواب بجعلها تملئ حياته دون غيرها ..
اعتمد عليها فنسي نفسه ..
كان يظن أنها تكفي ..
كانت تكفي ..
كانت تزيد الكفاية ..
وحين تخلص من حبها ..
تخلص من كفايتها ..
من زيادتها..
وحين أدرك غباؤه أراد أن يُبقي على صداقته معها ..
علّ ذلك يخفف ضغط غيابها ..
صديقتي “سحابة” انفصلت عن حبيبها ..
لم تستطع تحمل ضغط الحياة وضغط حبه لها ..
قررت أن تتخلص من ضغط الحياة كي تجعل من ضغط حبه لها محتملاً ..
جاهلة ..
خذلتها حكمة قلبها ..
لا تدري أن ضغط الحياة لن يزول أبداً ..
فالحكمة كانت أن تختار ذلك الضغط بدل أن تختاره الحياة لها ..
أدركت أن للحياة شكل آخر ..
كان أجمل لكن لم يكن ما اختارته لنفسها ..
فهي اختارته هو ..
وبغيابه عنها اصبح عندها مزيداً لم تجد من يأخذه ..
كان يجعلها أكرم ..
يجعلها أسخى عطاءاً ..
يجعلها راغبة في ان تمتلئ لتعطي ..
وحين أدركت غباؤه وجهلها ..
اصبحت صداقته وحدها لا تكفيها ..
كلاهما صديقي .. وكلاهما أحب ..
لكني أحببت صداقتي لهما وكرهتها ..
أحببت حبهما لبعضهما وكرهته ..
فكل يوم معهما كنت اشعر انني اعيش غبائي معك ..
وكل يوم معهما كنت اعيش جهلي معك ..
كيف لهما أن يختار كل واحد منهما دور واحد ويلتزم به ..
وأنا آخذ كلا الدورين .. دوري ودورك ..
كنت غبي وجاهل ..
ومازلت أعيش غبائي وجهلي ..
أحدثك عن هذا .. فقد سمحت لي الحياة ..
أعلم ان الحياة اشغلتك عن الحديث ..
لذا حدثيني اذا سمحت لك ..
January 24,2018