إلى إبنتي التي لم تولد بعد ..

كالمعتاد كنت اتكئ على السرير .. القي بنظري بين اشياء الغرفة .. من الملل .. من التعب .. ليس هذا المهم ..

وقعت عيني على دفتر [للشخبطة] .. اشتريته منذ مدة ولم افعل به شيء .. كان مركون على الرف يبدو ان لا لزمة له .. اخذته كتبت على صفحاته ثم الصقتها على الحائط ..

ما لفت انتباهي انني اليوم كلما رأيت تلك الورقات على الجدار اتذكر ذلك اليوم جيدا .. بأغلب تفاصيله .. رغم انني في الاصل كنت قد نسيت وجود الدفتر .. بعض الاشياء تبدو غير مهمه احيانا ولكن عندما نتفاعل معها نخلق ذكرى .. ونخلق حدث مهم على الاقل بالنسبة لنا .. وتلك الذكرى هي ما سيبقى ..

لهذا السبب اكتب اليك .. فأنتي اليوم في ظهرين .. ظهر الغيب وظهري .. لا اعلم متى سأراك .. لكني اعلم انني اشتاق اليك ..

اكتب لك لأخلق بيننا ذكرى من اليوم .. فلا يلزمني الانتظار كي اراك اولاً.. بل من الآن فقط ورقة وبعض كلمات وها انتي تلعبين حولي وتعبثين بكلماتي في كل مكان .. انتي تضحكين وانا اجري خلفك مستمتع بتجميعها والنظر اليك ..

ابنتي التي لم تولد بعد .. سامحيني

لم اكتب لك اغنية العيد هذا العام لنغيها .. سامحيني لأني لم اشاركك فرحة العيد .. فعيدي مطعون بخنجر السؤال ” اين العيد ؟”

ليتك هنا تمسكين بيديك الصغيرتين سبابتي تدليني عليه .. ليتك هنا تمسكين سبابتي لاشعر بالامان .. سأكون انا الطفل وكوني انتي امي .. ففي اخر الامر انتما تتشاركان نفس الاسم [ مريم ] ..

ابنتي التي لم تولد بعد ..

غني لي .. اي اغنية .. شتتي انتباهي واجمعيه فيك .. ثبتي بوصلتي اليك .. كوني الشمال واجعلي من الحب اغنية وغني .. وعلمني جرئتك على الغناء .. لأجرؤ على التعبير عن استيائي ..

تربيت في مجتمع لم نعتاد فيه للنزول للشارع نحمل لوحة كتب عليها اي شيء.. ادعو لهم .. او قميص كتب فيه انظروا ماذا يحدث معهم .. اي شيء لنعبر أي شيء .. وانا هنا في اكثر بلد تنطق بالحرية .. واشعر بالعجز بالنزول .. بالمبادرة .. انتظر ان ينزل احد فأستأذنه بالوقوف قربه ..

ارجو ان يأتي اليوم الذي اقص عليك فيه عن شجاعتي بالمبادرة بالنزول على رصيف اعبر فيه عن إعتراضي عن انسانية مهدرة ..

لا ادري اهذا خوف !؟ ام تبلد !؟

ان كان خوف .. خوف من ماذا !؟وعلى ماذا !؟

عمري !؟ لا اخاف على عمري .. ولكنني اخاف حسابه .. تخيفني فكرة ان يمضي العمر وأنا اشعر انني لم اولد بعد ..

وان كان تبلد .. كيف !؟

لن اقول لك ضعي يدك على صدري اخاف ان تحترق من حرقة قلبي .. ولن اقول لك ضعيها على جبيني فتنفجر دموعي التي ارجوها ان تفعل لكنها تأبى النزول .. ماكثة تزيد من خنقتي ..

ابنتي التي لم تولد بعد [ مريم ] .. استميحك في كذبة صادقة  [ شكرا على قدومك.. فالحياة حلوة بي .. وأحلى بك ] .. احبك ..

 

 

أضف تعليق